عمار يوسف (الرياض)
حمل علماء دين وبرلمانيون وحقوقيون سعوديون، الحركات العنصرية التي تزايدت في أوروبا تحت أعين الحكومات، المسؤولية عن الهجوم الإرهابي المروع والمجزرة الوحشية التي تعرض لها المصلون في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش في جنوب نيوزيلندا أمس الجمعة.
وقال رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية الدكتور مفلح بن ربيعان القحطاني، إن هذا الهجوم يمثل أبشع صور التوغل في الكراهية والحقد، ضد المسلمين المهاجرين في ظل تنامي حركة «بيجيدا» العنصرية في أغلب الدول الأوروبية دون أن تتخذ حكومات تلك الدول تشريعات صارمة بحظرها، رغم علمها بأنها تطالب بطرد العرب والمسلمين واللاجئين من أوروبا، والتضييق عليهم والاعتداء على منازلهم، وحرق ممتلكاتهم، ورسم الشعارات العنصرية التي تحض على كراهيتهم.
وأضاف القحطاني أن العديد من الدول العربية والإسلامية صنفت بعض التنظيمات المتأسلمة المتطرفة ووصفتها بأنها إرهابية مثل داعش والقاعدة وحزب الله وبوكوحرام، وحظرت تلك التنظيمات في دولها، إلا أن أوروبا لم تفعل المثل في حق التنظيمات والحركات اليمينية المتطرفة ولم تصنفها كتنظيمات إرهابية، بل سمحت لأدبياتها العنصرية بالتغلغل في المجتمع الأوروبي، تحت ذريعة حرية الفكر وحرية الإعلام وغير ذلك من المسميات.
ويذكر أن حركة «بيجيدا» العنصرية نشأت حديثاً في عام 2015م في مدينة «درسدن» الألمانية، وتتبنى أفكاراً متطرفة ضد ما سمي بـ «أسلمة الغرب»، وتحرض في تجمعاتها الأسبوعية على التظاهر وإبداء الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، لطردهم من البلاد.
من جهته، شدد الخبير الاستراتيجي والأمني الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية على ضرورة اتخاذ مواقف دولية حازمة من جانب الحكومات الأوروبية ضد تنامي التيارات العنصرية ضد الإسلام والمسلمين بهذا الشكل السافر في أغلب الدول الأوروبية. وأضاف عشقي «إن الخطاب الإعلامي السائد في معظم الدول الغربية، وكذلك الخطاب السياسي الذي يتبناه مرشحو الرئاسة والبرلمان من اليمين الشعبوي والمتطرف في هذه الدول والمجتمعات، يشجع الاتجاهات العنصرية ويزيد من تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب، وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تتغذى على معلومات مضللة عن المجتمعات الإسلامية».